فصل: (سورة الصف: آية 2)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

وفي قوله: {يريدون ليطفئوا نور اللّه} استعارة تمثيلية تمثيلا لحالتهم في اجتهادهم في إبطال الحق بحال من ينفخ في نور الشمس بفيه ليطفئها تهكما وسخرية بهم، وقيل الاستعارة تصريحية والإطفاء ترشيح.

.الفوائد:

قال مقاتل نزلت هذه الآية وهي {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} إلى قوله: {وبشّر المؤمنين} في عثمان بن مظعون وذلك أنه قال لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم لو أذنت لي فطلّقت خولة وترهبت واختصيت وحرمت اللحم ولا أنام الليل أبدا ولا أفطر نهارا أبدا فقال صلى الله عليه وسلم: «إن من سنّتي النكاح ولا رهبانية في الإسلام إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل اللّه وخصاء أمتي الصوم ولا تحرموا طيّبات ما أحلّ لكم ومن سنّتي أنام وأقوم وأفطر وأصوم فمن رغب عن سنّتي فليس منّي» فقال عثمان وددت يا نبي اللّه أن أعلم أيّ التجارات أحبّ إلى اللّه فأتجر فيها فنزلت.

.[سورة الصف: آية 14]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قال عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قال الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ (14)}

.الإعراب:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ} {كونوا} فعل أمر ناقص والواو اسمها و{أنصار اللّه} خبرها ولفظ الجلالة مضاف لأنصار وقرئ {أنصارا للّه} فيكون {للّه} نعتا لأنصارا.
(كَما قال عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ) اختلف المعربون في هذه الكاف اختلافا كثيرا وحاصل ما ذكروه أنها تحتمل ثلاثة أوجه:
1- في موضع نصب على إضمار القول أي قلنا لهم ذلك كما قال عيسى.
2- أنها نعت لمصدر محذوف قيل وفيه نظر إذ لا يؤمرون بأن يكونوا كونا.
3- أنه كلام محمول على معناه دون لفظه وإليه نحا الزمخشري فإنه قال: فإن قلت ما وجه صحة التشبيه وظاهره تشبيه كونهم أنصارا بقول عيسى {من أنصاري إلى اللّه}؟
قلت: التشبيه محمول على المعنى وعليه يصحّ والمراد كونوا أنصار اللّه كما كان الحواريون أنصار عيسى حين قال لهم {من أنصاري إلى اللّه}.
وقد تقدم في آل عمران معنى أنصاري إلى اللّه وتعدّي هذا اللفظ بإلى.
و{من} اسم استفهام مبتدأ و{أنصاري} خبر و{إلى اللّه} متعلقان بمحذوف حال أي متوجها إلى نصر اللّه.
وفيما يلي نص عبارة الزمخشري:
فإن قلت: ما معنى قوله من أنصاري إلى اللّه قلت: يجب أن يكون معناه مطابقا لجواب الحواريين بقولهم نحن أنصار اللّه والذي يطابقه أن يكون المعنى من جندي متوجها إلى نصرة اللّه وإضافة {أنصاري} خلاف إضافة {أنصار اللّه} فإن معنى {نحن أنصار اللّه} نحن الذين ينصرون اللّه ومعنى {من أنصاري} من الأنصار الذين يختصّون بي ويكونون معي في نصرة اللّه ولا يصحّ أن يكون معناه من ينصرني مع اللّه لأنه لا يطابق الجواب والدليل عليه قراءة من قرأ: {من أنصار اللّه}.
{قال الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ} {قال الحواريون} فعل وفاعل و{الحواريون} أصفياؤه وهم أول من آمن وتقدم القول في هذا اللفظ مفصلا، و{نحن} مبتدأ و{أنصار اللّه} خبر والجملة مقول القول وهو من إضافة الوصف إلى مفعوله أي نحن الذين ننصر اللّه أي دنيه.
{فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ} الفاء عاطفة على جمل محذوفة لابد من تقديرها أي فلما رفع عيسى إلى السماء افترق الناس فيه فرقتين فآمنت طائفة، و{طائفة} فاعل {آمنت} و{من بني إسرائيل} نعت لطائفة {وكفرت طائفة} عطف على {فآمنت طائفة}.
{فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ} الفاء عاطفة على محذوف أيضا أي فاقتتلت الطائفتان، وأيدنا فعل وفاعل و{الذين} مفعول به وجملة {آمنوا} صلة و{على عدوهم} متعلقان بأيدنا {فأصبحوا} عطف على {فأيدنا} والواو اسمها و{ظاهرين} خبرها أي غالبين قاهرين. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الصف:
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}
قوله تعالى: {أن تقولوا} يجوز أن يكون فاعل {كبر}، أو على تقدير هو، ويكون التقدير: كبر ذلك، وأن يكون بدلا، ومقتا تمييز، و{صفا} حال، وكذلك {كأنهم} و{مصدقا} حال مؤكدة، والعامل فيها رسول أو ما دل عليه الكلام، و{من التوراة} حال من الضمير في بين، و{مبشرا} حال أيضا، و{اسمه أحمد} جملة في موضع جر نعتا لرسول، أو في موضع نصب حال من الضمير في {يأتي}.
قوله تعالى: {متم نوره} بالتنوين والإضافة، وإعرابها ظاهر، و{بالهدى} حال من رسوله صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: {تؤمنون بالله} هو تفسير للتجارة، فيجوز أن يكون في موضع جر على البدل، أو في موضع رفع على تقدير هي، وإن محذوفة، ولما حذفت بطل عملها.
قوله تعالى: {يغفر لكم} في جزمه وجهان: أحدهما هو جواب شرط محذوف دل عليه الكلام تقديره: إن تؤمنوا يغفر لكم، وتؤمنون بمعنى آمنوا.
والثاني هو جواب لما دل عليه الاستفهام، والمعنى: هل تقبلون إن دللتكم.
وقال الفراء: هو جواب الاستفهام على اللفظ، وفيه بعد لأن دلالته إياهم لا توجب المغفرة لهم.
قوله تعالى: {وأخرى} في موضعها ثلاثة أوجه: أحدها نصب على تقدير: ويعطكم أخرى.
والثاني هو نصب بتحبون المدلول عليه بـ: {تحبونها}.
والثالث موضعها رفع: أي وثم أخرى، أو يكون الخبر {نصر} أي هي نصر.
قوله تعالى: {كما قال} الكاف في موضع نصب: أي أقول لكم كما قال، وقيل هو محمول على المعنى، إذ المعنى: انصروا الله كما نصر الحواريون عيسى ابن مريم عليه السلام، والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الصف:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة الصف: آية 1]

{سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)}
{سَبَّحَ} ماض {لِلَّهِ} متعلقان بالفعل {ما} اسم موصول فاعل {فِي السَّماواتِ} متعلقان بمحذوف صلة الموصول والجملة ابتدائية لا محل لها و{ما فِي الْأَرْضِ} معطوف على {ما في السموات} {وَ} الواو حالية {هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} مبتدأ وخبران والجملة حال.

.[سورة الصف: آية 2]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقولونَ ما لا تَفْعَلُونَ (2)}
{يا أَيُّهَا} أي منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب {الَّذِينَ} بدل من أيها {آمَنُوا} ماض وفاعله والجملة صلة {لِمَ} ما اسم استفهام في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بما بعدهما {تَقولونَ} مضارع وفاعله {ما} مفعول به والجملة ابتدائية لا محل لها {لا تَفْعَلُونَ} نافية ومضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة.

.[سورة الصف: آية 3]

{كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقولوا ما لا تَفْعَلُونَ (3)}
{كَبُرَ} ماض {مَقْتًا} تمييز {عِنْدَ اللَّهِ} ظرف مكان مضاف إلى لفظ الجلالة {أَنْ تَقولوا} مضارع منصوب بأن والواو فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع مبتدأ مؤخر وجملة {كبر}.. خبره المقدم {ما} مفعول به {لا تَفْعَلُونَ} نافية ومضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة.

.[سورة الصف: آية 4]

{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (4)}
{إِنَّ اللَّهَ} إن واسمها {يُحِبُّ} مضارع مرفوع فاعله مستتر {الَّذِينَ} اسم الموصول مفعوله والجملة خبر إن والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها {يُقاتِلُونَ} مضارع وفاعله والجملة صلة {فِي سَبِيلِهِ} متعلقان بالفعل {صَفًّا} حال {كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ} كأن واسمها وخبرها {مَرْصُوصٌ} صفة والجملة حال.

.[سورة الصف: آية 5]

{وَإِذْ قال مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (5)}
{وَإِذْ قال} الواو استئنافية وإذ ظرف زمان وماض {مُوسى} فاعله {لِقَوْمِهِ} متعلقان بالفعل والجملة في محل جر بالإضافة {يا قَوْمِ} منادى منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف {لِمَ} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما والجملة مقول القول {تُؤْذُونَنِي} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والنون للوقاية والياء مفعول به والجملة مقول القول {وَ} الواو حالية {قَدْ تَعْلَمُونَ} حرف تحقيق ومضارع مرفوع والواو فاعله والجملة حال {أَنِّي} أن واسمها {رَسُولُ اللَّهِ} خبرها المضاف إلى لفظ الجلالة {إِلَيْكُمْ} متعلقان برسول والمصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي {تعلمون}. والفاء حرف استئناف {لما} ظرفية حينية {زاغُوا} ماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة {أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} ماض ولفظ الجلالة فاعله {قُلُوبَهُمْ} مفعوله وجملة {فلما}.. استئنافية لا محل لها والواو حرف استئناف {اللَّهِ} لفظ الجلالة مبتدأ {لا يَهْدِي} نافية ومضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر المبتدأ {الْقَوْمَ} مفعول به {الْفاسِقِينَ} صفة والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.

.[سورة الصف: آية 6]

{وَإِذْ قال عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)}
{وَإِذْ قال عِيسَى} سبق إعراب مثيلها {ابْنُ} بدل من {عيسى} و{مَرْيَمَ} مضاف إليه {يا بَنِي إِسْرائِيلَ} منادى مضاف إلى {إسرائيل} منصوب بالياء وجملة النداء مقول القول {إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ} إن واسمها وخبرها المضاف إلى لفظ الجلالة {إِلَيْكُمْ} متعلقان برسول والجملة الاسمية مقول القول {مُصَدِّقًا} حال {لِما} متعلقان بمصدقا {بَيْنَ} ظرف مكان مضاف إلى {يَدَيَّ} {مِنَ التَّوْراةِ} متعلقان بمحذوف حال {وَمُبَشِّرًا} معطوف على {مصدقا} {بِرَسُولٍ} متعلقان بمبشرا {يَأْتِي} مضارع فاعله مستتر والجملة صفة {رسول} {مِنْ بَعْدِي} متعلقان بالفعل {اسْمُهُ أَحْمَدُ} مبتدأ وخبره والجملة صفة ثانية لرسول {فَلَمَّا} الفاء حرف استئناف {لِما} ظرفية حينية {جاءَهُمْ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة في محل جر بالإضافة {بِالْبَيِّناتِ} متعلقان بالفعل {قالوا} ماض وفاعله {هذا سِحْرٌ} مبتدأ وخبره {مُبِينٌ} صفة والجملة الاسمية مقول القول وجملة قالوا.. جواب لما لا محل لها.

.[سورة الصف: آية 7]

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)}
{وَ} الواو حرف استئناف {مَنْ أَظْلَمُ} مبتدأ وخبره والجملة استئنافية لا محل لها {مِمَّنِ} متعلقان بأظلم {افْتَرى} ماض فاعله مستتر والجملة صلة {عَلَى اللَّهِ} متعلقان بالفعل {الْكَذِبَ} مفعول به {وَهُوَ} مبتدأ {يُدْعى} مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر {إِلَى الْإِسْلامِ} متعلقان بالفعل والجملة الفعلية خبر هو والجملة الاسمية حال. {وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} سبق إعراب مثيلها.